الرئيس السيسي ولوكاشينكو يفتتحان منتدى الأعمال المصري البيلاروسي


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التعاون بين مصر وبيلاروسيا شهد تقدماً كبيراً خلال الفترة الماضية، خاصة بعد انعقاد الدورة الأخيرة للجنة المشتركة بالقاهرة في مارس الماضي، والتي عكست الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة التعاون الاقتصادي بوصفه القوة الدافعة لتطوير العلاقات الثنائية بشكل عام.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته ألقاها أمس خلال افتتاح أعمال المنتدى المصري البيلاروسي والذي نظمه الاتحاد العام للغرف التجارية، أنه اتفق مع نظيره البيلاروسي خلال مباحثاتهما على عقد دورة جديدة للجنة المشتركة في مينسك في أقرب وقت ممكن، لمتابعة التباحث حول سبل تعزيز مجالات التعاون المختلفة، واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق الاستفادة المتبادلة من الإمكانات المتوفرة لدى البلدين.
وقال الرئيس إن إن مجال التصنيع يعد القاطرة الأساسية للتنمية، على رأس مجالات التعاون التي تتطلع مصر إلى تطويرها، داعيا مجموعة العمل التي تم تشكيلها في إطار اللجنة المشتركة، على بذل مزيد من الجهد لتطوير التعاون بين البلدين في مجال التعاون الصناعي، وتطويره ليشمل مجالات تنموية جديدة مثل التصنيع الزراعي وتحديث تقنيات الزراعة والري، وتدوير المخلفات الصلبة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس إن حكومتي البلدين تسعيان الى بذل كافة الجهود لتوفير بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية، تشجع رجال الاعمال من الجانبين على استغلال الفرص الاستثمارية بهدف تعزيز النمو، كما تعمل الحكومتان معاً على التوصل الى اتفاقية تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لتسهيل وزيادة حركة التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار الرئيس إلى أن الاقتصاد المصري واجه عدداً من التحديات والمشكلات الهيكلية التي تفاقمت حدتها مع التطورات الداخلية التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، وفي هذا الإطار شرعت الحكومة في تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يهدف إلى معالجة التحديات الهيكلية والمالية، من خلال خطوات تنفيذية تضمنت إصلاح النظام الضريبي، وتطوير منظومة الدعم، وتحرير سعر الصرف، فضلاً عن إجراءات محددة لتذليل العقبات أمام الاستثمار الأجنبي في مصر ومنح حوافز عديدة للمستثمرين، تشمل إعفاءات ضريبية وتسهيلات للحصول على الأراضي الصناعية في عدة مناطق.
وأوضح أن الدولة شرعت في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التي توفر فرصاً استثمارية واعدة في مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروعات تنمية محور قناة السويس، وتطوير الشبكة القومية للطرق، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى ثماني مدن جديدة، فضلاً عن المشروعات العملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية، وغيرها من المشروعات التي تبرز عزم مصر تحقيق نقلة نوعية في مسار تقدمها الاقتصادي، بالتعاون مع شركائها من قطاعي الأعمال المصري والأجنبي.
وقال الرئيس إن حجم الاقتصاد المصري الكبير، الذي زاد معدل نمو ناتجه المحلي الإجمالي على 4% خلال العام الماضي، يَعِد بفرص اقتصادية ضخمة وبآفاق واسعة أمام مصر وبيلاروسيا للارتقاء بعلاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات، وفي هذا الإطار تقع مسئولية كبرى على عاتق قطاعي الأعمال في البلدين، لاستغلال الإمكانات الكبيرة في كل منهما، ولتعظيم الاستفادة من الجهود التي تبذلها حكومتا الدولتين من أجل تهيئة مناخ الاستثمار وتطوير القوانين والإجراءات ذات الصلة، علماً بأن مصر تعد من الدول التي توفر أعلى نسب العائد على الاستثمار في العالم.
وأعرب الرئيس عن أمله في خروج المنتدى بنتائج هامة على صعيد تشجيع الاستثمارات المشتركة وتعزيز النمو والتجارة، وبما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا الصديقين.
ومن جانبه ، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن اللقاء الذي جمعه بالرئيس السيسي قبيل افتتاح المنتدى حدد خارطة الطريق حول تفعيل المشروعات المشتركة الخاصة بالتجارة والزراعة ومعالجة المحاصيل، مشيرا إلى أنه سيتم خلال السنوات القليلة القادمة سيتم تفعيل هذه المشروعات.
وكشف الرئيس البيلاروسي أنه قال للرئيس السيسي إن ما تعانيه مصر عانت منه بيلاروسيا مرتين في تاريخها، مشيرا إلى أن بيلاروسيا عاشت أيام الاتحاد السوفيتي كدولة متقدمة ، إلا أن وضع مصر أكثر تعقيدا لأن عدد سكانها 95 مليون شخصا يرغبون في فرص عمل ومأكل وحماية اجتماعية.
وجدد لوكاشينكو تأكيده بأن الشعب المصري محظوظ بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مشيرا إلى أن الشعب المصري محظوظ بأن لديه رئيس بهذه القوة والعظمة.
وأشار إلى أن أنه بالرغم من أن الشعب المصري يقدم الدعم للقيادة الحالية إلا أنه يجب أن يرى نتائج أمامه ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي وفر السلام والأمان ويجب على رجال الأعمال اتخاذ رد فعل قوي تجاه الاستقرار والأمان الذي قدمته القيادة المصرية الحالية لمصر.
وأكد أن مصر العريقة والشعب المصري الشجاع لديه مستقبل واعد ، مؤكدا أن هذه الفترة هي فترة الأعمال.
وأضاف أن المنتدى يأتي في إطار الاحتقفال بمرور 25 عاما على إرساء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبيلاروسيا بما يمثل عمق علاقات الدولتين في المستقبل، مشيرا إلى أنه وعد الرئيس بأن تكون سرعة تقارب بيلاروسيا تجاه مصر أكبر من مصر نفسها.
وقال إن مصر هي نافذة لكل الدول النامية والإفريقية وبوابة لإفريقيا وقد فتح الرئيس السيسي هذه البوابة وعلينا انتهاز هذه الفرصة وعلينا أن يكون لدينا اهتمام بالاستثمار والتعاون مع مصر ، واعدا بتنفيذ كافة الخطط التي تم بلورتها بين القيادتين، مشيرا إلى أن العلاقة قائمة على المنفعة المتبادلة.
وأضاف أنه كان هناك تناقص نسبي في التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الماضية ، إلا أن المنتدى بوجود رجال الأعمال من الجانبين سيوفر المناخ المناسب للاستثمار ، مشيرا إلى أنه اتخذ مع الرئيس السيسي الخطوة الأولى.
وقال لوكاشينكو إن التعاون مع مصر يهدف لأن تكمل الدولتان بعضهما البعض ، مشيرا إلى أن الاقتصاد أهم عوامل التقارب بين الدولتين، موضحا أن بيلاروسيا لديها العديد من الصناعات مثل الصناعات البتروكيماوية والغذائية وصناعة الأخشاب ومواد البناء والمستحضرات الطبية ، كما تمتلك بيلاروسيا تكنولوجيا متطورة للغاية.
وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن الرئيس السيسي طرح مبادرة بأن يكون هناك اجتماعا بين العلماء المصريين وعلماء بيلاروسيا ليتشاركوا خبراتهم ويدرس الخبراء المصريين التجربة البيلاروسية بشكل علمي وأكاديمي وأن يكون هناك تعاون بين المؤسسات البحثية بين البلدين.
وفي إطار آخر ، قال الرئيس البيلاروسي إن بلاده تنتج 30% من المعدات الثقيلة والشاحنات الكبيرة في العالم والمعروفة بأنها تحمل 455 طن وهي من أكبر الشاحنات في العالم، كما تشتهر بمصنع مينسك للجرارات الزراعية الذي يحتل المكانة الثامنة في العالم ، كما تنتج بيلاروسيا المنسوجات والمنتجات البترولية وأسمدة البوتاسيوم وأسمدة الأوزوت، ولديها منزلة كبيرة لدى الدول الأوروبية في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات ولديها أيضا شركات متطورة في إنتاج برامج الحاسب الآلي .
وأضاف أن هناك آفاق واعدة للتعاون بين الدولتين ، مشيرا إلى أنه سيكون هناك صناعات مشتركة لتوفير 20 ألف فرصة عمل من خلال تأسيس مصانع لإنتاج الجرارات وآلات الحصاد في الأسكندرية ، فضلا عن تأسيس مركز للدعم الفني والصيانة وكافة الخدمات اللوجستية وهو ما سيسمح بإعادة التصدير لكافة دول إفريقيا.
وأكد لوكاشينكو أن بيلاروسيا لا تبيع لمصر منتجاتها ، مشيرا إلى استعداد بلاده لنقل التكنولوجيا الخاصة بها إلى مصر واطلاعها على كيفية الصناعة واطلاع خبرائها على كيفية اتقان هذه الصناعة لأن بيلاروسيا لديها خبرة طويلة في هذا المجال تراكمت على مدار عدد كبير من السنوات.
واقترح الرئيس البيلاروسي تنظيم عدد من المنتديات والفعاليات الرياضية المشتركة بين البلدين وتقديم المساعدات المتبادلة بين البلدين في مجال البنية الأساسية والتنقيب وحفر الآبار العميقة والبحث عن الثروات الطبيعية.
وفي مجال الزراعة ، أكد لوكاشينكو إمكانية تقديم بيلاروسيا المساعدة في مجال استصلاح الأراضي وتقديم عروض توضيحية تعكس خبرة بيلاروسيا في هذا المجال، مشيرا إلى أنه تحدث مع الرئيس السيسي عن مجال الإصلاح الزراعي والصوب الزراعية لأن مصر دولة زراعية بالشكل الأول.
وقال الرئيس البيلاروسي إن الدول الغربية لا تمنح تكنولوجيا ولكن منتجات ، مشيرا إلى أن بلاده لا ترغب في بيع منتجات لمصر ولكن ستنقل لها خبرة الصناعة وأسرارها.
وأكد أن بيلاروسيا ستكون بقرب مصر طالما تطلب مصر هذا التقارب، داعيا كافة رجال الأعمال المصريين للتعاون مع شركات بيلاروسيا ، فضلا عن استعداداها لتقديم التدريب لكل الخبراء المصريين في كافة المجالات.
كما تطرق لوكاشينكو للصناعات الطبية، مشيرا إلى ان أن بيلاروسيا وصلت إلى تكنولوجيا متقدمة في المجالات الطبية المختلفة، موضحا أن مستوى الخدمات الطبية في بيلاروسيا راقية ومتطورة، مشيرا إلى أن بيلاروسيا تحتل المنزلة الثالثة في الخدمات الصحية على مستوى العالم ، موضحا أن بيلاروسيا لا توجد لديها وفيات أثناء الولادة.
كما تطرق الرئيس البيلاروسي إلى مجال مكافحة الإرهاب ، موضحا أن العالم يحارب حاليا الإرهاب الدولي ، مشيرا إلى أن بيلاروسيا تعاني أيضا من منطقة متوترة ، معربا عن استعداد بلاده للتعاون مع مصر في مجال الإنتاج الحربي.
وقال لوكاشينكو : " يجب أن نتذكر أن مصر أقدم دولة وحضارة في العالم وهنا الثقافة العريقة لذلك يعد التعاون الثقافي أحد أهم المجالات الأساسية للتعاون بين مصر وبيلاروسيا وأدعو مصر لنقل حضارتها للشعب البيلاروسي وتبادل الزيارات بين المفكرين والموسيقيين والأدباء بما يثري الثقافة المصرية والبيلاروسية".
ودعا لوكاشينكو ممثلي رجال الأعمال من الدولتين للعمل بشكل مكثف لفتح آفاق جديدة للتعاون، موضحا أنه اتفق مع الرئيس السيسي على أن تحدد اللجنة المشتركة خارطة الطريق لتفعيل العلاقات ، كما اتفقا على عقد اللجنة الحكومية المشتركة خلال 3 شهور لتحديد مجالات الإنتاج والصناعات التي سيتم التعاون بها.
وقال لوكشانكو موجها حديثه للرئيس: "كل طلباتك أوامر بالنسبة لنا وسوف نقوم بتفعيل أوجه التعاون لأنها ستعود بالنفع على الطرفين وستجدون كل الدعم الذي سنوفره لكم".
واختتم الرئيس البيلاروسي كلمته قائلا:" ثقوا بأن مصر هي الأفق والمستقبل ولامعة ومتألقة بين كل دول العالم ولن تعاني مصر مرة أخرى والمستقبل لنا سويا وأتمنى أن تتبوأ مصر العريقة مصر الحضارة المكانة التي تستحقها".

تاريخ الإضافة : 17-01-2017

    

القائمة البريدية

ادخل بريدك الالكترونى للاشتراك فى قائمتنا البريدية